نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 236
(وَاللهُ عِنْدَهُ
حُسْنُ الثَّوابِ).
عن عبد الله بن
عمرو قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن الله عزوجل يدعوا يوم القيامة بالجنة ويأتي بزخرفها وزينتها فيقول
: أين عبادي الذين قاتلوا في سبيل الله (وَأُوذُوا فِي
سَبِيلِي) وجاهدوا في سبيلي ادخلوا الجنة ، فيدخلونها بغير حساب
ولا عذاب ، فتأتي الملائكة فيسجدون ويقولون : ربّنا نسبح الليل والنهار ونقدس لك
من هؤلاء الذين آثرتهم علينا ، فيقول الله عزوجل : هؤلاء عبادي الذين (أُوذُوا فِي سَبِيلِي) ، فيدخل عليهم الملائكة يقولون : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ
عُقْبَى الدَّارِ)» [١] [٢١٧].
(لا يَغُرَّنَّكَ
تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ) نزلت في مشركي العرب ، وذلك أنهم كانوا في رخاء ولين من
العيش وكانوا يتجرون ويتنعمون ، فقال بعض المؤمنين : إن أعداء الله فيما يرى من
الخير وقد هلكنا من الجوع والجهد ، فنزلت هذه الآية.
وقال الفراء :
كانت اليهود تضرب في الأرض فتصيب الأموال ، فأنزل الله (لا يَغُرَّنَّكَ).
(تَقَلُّبُ
الَّذِينَ كَفَرُوا) : ضربهم وتصرفهم في البلاد للتجارات والبياعات وأنواع
المكاسب والمطالب ، والخطاب للنبي صلىاللهعليهوسلم والمراد به غيره ، لأنه لم يغيّر لذلك.
قال قتادة في
هذه الآية : والله ما غرّوا نبي الله ولا وكّل إليهم شيئا من أمر الله تعالى حتى
قبضه الله على ذلك ، نظيره قوله تعالى : (فَلا يَغْرُرْكَ
تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ)[٣] ، ثم قال : (مَتاعٌ قَلِيلٌ) أي هو متاع قليل بلغة فانية ومتعة زائلة ، لأن كل ما هو
فان فهو قليل.